2013 دورة

مصطفى الحسن

مصطفى الحسن

مخرج رسوم متحركة - النيجر

هو الرائد الأولى لأفلام التحريك في جنوب الصحراء.

ولد عام 1942 ، و شكلت نشأته في (النيجر) (وهي واحدة من أفقر دول العالم) تحدياً له. في منتصف الخمسينيات من القرن العشرين، انبهر وهو شاب صغير عند مشاهدته لأول فيلم رسوم متحركة داخل السينما الجوالة في بلدته (ندوجو) ، شمال النيجر ، فعمل جاهداً على تعلم استعمال الكاميرا السينمائية على يد الفرنسي (جون روش) الذي اتخذه مساعداً له في أفلامه التي كان يصورها في (النيجر). لاحقاً سافر مصطفى إلى كندا بمساعدة (جون) لتعلم فنون السينما وبالأخص الرسوم المتحركة. وقد تلقاها على يد عبقري الرسوم المتحركة الكندي الاسكتلندي (نورمان ماكلارين) الذي أسس مجلس الفيلم الكندي في الخمسينيات. وهناك، أخرج (الحسن) أوائل أفلامه القصيرة (العرس) عام 1962 ثم تلاه بأول أفلامه في فن التحريك (وفاة غاندي) عام 1963 ، ليكون أول أفريقي من جنوب لبصحراء يخرج فيلم رسوم متحركة، وثاني إفريقي على وجه الإطلاق يخرج فيلم تحريك بعد الفنان المصري (على مهيب) الذي أخرج فيلم (الخيط الأبيض) عام 1962 . تلي ذلك فيلمه الأيقوني (رحلة سعيدة يا سم) عام 1966 الذي صور فيه الضفدع (سم) الذي يحكم البلاد بأسلوب الحكام الأفارقة المستبدين.

تميزت أفلام (مصطفى الحسن) في مجملها بطابع ساخر ولاذع، يتناول قضايا اجتماعية وسياسية ومحلية ..كما أنها طامحة دائماً للتجريب.. ففي عام 1966 أخرج فيلم (عودة المغامر) ليكون أول فيلم أفريقي متنمي إلى نوعية (الويستيرن)

قدم (الحسن) أول أفلامه الطويلة (زوجة وبيت وسيارة وفضة) عام 1972 والذي تناول قضية الأثرياء الجدد، ومحدثي النعمة في بلده، وكيفية تغير الثروة من طباع البشر. أما (سامبا العظيم) فيعد واحداً من أهم أفلامه المتحركة حيث نفذه بتقنية جديدة تحريك العرائس والدمى فصور قصة تاريخية عن الملك (سامبا) الذي حكم النيجر في العصور الوسطى.

قال عنه الإيطالي (جانالبرتو بينداتزي) مؤرخ الرسوم المتحركة , إن (الحسن) قدم سينما خاصة جداً، قد لا تبهر الكثير من المشاهدين بطابعها الغريب والساذج أحياناً. وليكن في الحسبان أن هذا الرجل قد صنع كاميرته الخاصة، واستخدم ما تيسر له من خامات بسيطة وبدائية لتنفيذ أعماله. فمن حقه أن يقول كلمته كما يتراءى له، ليقدم أفريقيا من منظوره الذاتي.

حتى الآن أخرج (مصطفى الحسن) أكثر من ثلاثين فيلماً ما بين التحريك والوثائقي والروائي القصير والطويل، لم يبعد فيها عن قضايا بلده النيجر الفقير في موارده ، الثري في ثقافته وأساطيره. لخمسة عشر عاماً شغل مصطفى الحسن منصب رئيس قسم السينما في جامعة العاصمة النيجرية (نيامي)، ليتخرج على يديه العديد من أجيال شباب ورواد المخرجين السينمائيين في النيجر أمثال (عمر أوغاندو)، و(مصطفى ديوب) و(دجينجاري مايجا).

نال العديد من التكريمات والاحتفاءات في أكثر من مهرجان دولي ، منها مهرجان (كان) 2007 حيث حصل على وسام الاستحقاق من الرئيس الفرنسي عن دوره الريادي في السينما الإفريقية، وكذلك من المهرجان الدولي للرسوم المتحركة (أنيسي) ،وجائزة منظمة الرسوم المتحركة الدولية (أسيفا) عام 2009 كأهم فنان تحريك في أفريقيا. وآخر التكريمات كانت في مهرجان (روتردام) 2013.

شارك كعضو لجنة تحكيم في العديد من مهرجانات الرسوم المتحركة العالمية مثل (زغرب) و(شتوتجارت) و(أنسي).

يعرض المهرجان في إطار تكريمه مجموعة افلام قصيرة